بقلم: الأستاذ اسماعيل الإدريسي
نظمت جمعية أستاذات وأساتذة مواد الإجتماعيات بإقليم سيدي سليمان يوم السبت 22 أبريل 2017م على الساعة 16:00 مساءا بسيدي سليمان ندوة علمية في موضوع قراءة في كتاب الذاكرة والتاريخ ( المغرب خلال الفترة الإستعمارية 1912م ـ 1956م) للأستاذ عبد العزيز الطاهري.
أطرها الأستاذ جامع بيضا (مدير مؤسسة أرشيف المغرب)، والأستاذ محمد حبيدة (أستاذ بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة) والأستاذ حميد هيمة (أستاذ وباحث في التاريخ)،والأستاذة أمال الراجي ( مسيرة الندوة).
في البداية رحبت مسيرة الندوة أمال الراجي بالأساتذة مؤطري الندوة والحاضرين، ثم ذكرت بالبرنامج، بعد ذلك ألقى الأستاذ ابراهيم المحمدي (عضو في مكتب الجمعية) كلمة باسم الجمعية رحب خلالها بالحاضرين، وتحدث أيضا أن هذه الندوة تدخل في إطار النقاش العلمي الذي دأبت الجمعية احتضانه لأجل النهوض بمواد الإجتماعيات والتواصل والرفع من كفائة المتعلمين، ثم شكر كل من ساعد على تنظيم هذه الندوة من مجلس بلدي ومديرية إقليمية.
ثم عرض شريط لأهم أنشطة الجمعية، بعد ذلك انطلقت المداخلات، حيث نوه الأستاذ جامع بيضا بالجمعية لأنها نظمت هذا اللقاء العلمي حول موضوع الكتاب، تحدث عن خصال مؤلف الكتاب من جدية وتواضع،في تدخله حاول الأستاذ إبراز أهمية موضوع الذاكرة والتاريخ،محاولا تبيان الفرق بين الذاكرة التي تطغى عليها العاطفة والإنتقائية والرهانات المادية والمعنوية،والتاريخ الذي يخضع لقواعد عقلانية ومناهج تبنى على البرهنة والإستدلال،كما نوه بالمجهود الكبير الذي بذله الاستاذ عبد العزيز الطاهري في محاولته الإحاطة بالأدوات المنهجية واطلاعه على عدد كبير من الكتب العربية والفرنسية،وذكرأن القيمة المضافة لهذا الكتاب تكمن في إعادة مسائلتها فيما يخص المذكرات،في الاخير ذكر الأستاذ أن الزمن الراهن لازال بكرا للعديد من البحوث.
تحدث الأستاذ محمد حبيدة عن أهمية الكتاب من الناحية النظرية،حاول تبيان مفهوم الذاكرة والفرق الحاصل بين الذاكرة والتاريخ،فالذاكرة تكمن أهميتها لكونها تكشف عن ماهو ضمني،فكل أمة تخزن ذاكرتها في الرواية الشفوية،كما تستخدم للرفع من الروح الوطنية ،صنف الذاكرة إلى جماعية وأخرى تاريخية،تطرق لخصائص الذاكرة والمتمثلة في تعدد المرجعية على مستوى الأفراد والمؤسسات،وتميزها بالشفهية الإنتقائية،أما التاريخ فيقوم على المعالجة المنهجية الموضوعية القائمة على النسبية وترتيب الماضي وبناء إشكالي له،وهذا الترتيب لن يتأتى إلى بواسطة جهد خلال مرحلة الصياغة الأدبية،خلص الباحث أن الذاكرة أكثر وقعا من التاريخ فهو ينتج كثيرا ويقنع قليلا.أما العلاقة بين الذاكرة والنسيان فالذاكرة تقترن بالنسيان.
اما الأستاذ حميد هيمة،فلاحظ تقاطع اهتمام التاريخ الأكاديمي والتاريخ المدرسي في موضوع الذاكرة،والتي تتمثل في تلقين الذاكرة الجماعية،أكد على انفصال بين المعرفة المدرسية،ونذرة البحث التربوي والديداكتيكي في موضوع الذاكرة،فهي حسب الباحث ليست استرجاعا مباشرا وتأملا للأحداث،كما بين أن الكتاب المدرسي ركز على الذاكرة الجماعية للنخب الحضرية ولم يتناول الذاكرات الجماعية الأخرى كالحركات النقابية،المغرب الغير النافع،كما وضح إغراق الذاكرة الجماعية بمركزية الذات،ثم درس فصولا من الكتاب بالنقد والتحليل،وبين أن الكتاب المدرسي يمرر التمييز،وأنه غير موضوعي ،ثم قدم أمثلة عن الحركات العماليةوالحركة النسائية .
تدخل بعد ذلك ثلة من الأساتذة والباحثين،قدموا إضافات قيمة وطرحوا العديد من الأسئلة أغنوا خلاله النقاش.
تفاعل مؤطروا الندوة مع استفسارات وتسائلات الباحثين وقدمواإجابات عنها.
ثم تدخل الأستاذ عبد العزيز الطاهري،شكر أستاذه المشرف الاستاذ جامع بيضاوأيضاكل من ساهم في هذا العمل خاصة زوجته التي ضحت معه لأجل اخراج هذا العمل إلى الوجود.
اعتبر الباحث الكتاب منطلقا للباحثين الأخرين،ثم حاول التمييز بين المذكرات والتاريخ،فالشاهد حسب الباحث من حقه أن يكتب غير أنه يعطي نظرة جزئية فقط،أما المؤرخ فهو يطوع الذاكرة ليخرج منها منتوجا تاريخيا،كما أن المؤرخ هو صاحب مهنة والذاكرة هواية وليست عملا حرفيا كما أن المتذكر ذو انتماء إديولوجي ذوي التوجه الوطني والسلفي والمقاومة المسلحة.
انتهت الندوة بحفل توقيع الكتب وبحفل شاي أقيم على شرف الحاضرين
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات